-A +A
ماجد قاروب
جميع سلطات وقطاعات الدولة حظيت بنصيبها الوافي والكافي لتطويرها بما يتفق مع مستهدفات وطموحات رؤية 2030، أخذت كل سلطة نصيبها بحسب واقعها وما تحتاجه لانتشالها إلى مسارها الصحيح كما حدث مع السلطة القضائية من إصدار بعض التشريعات القضائية وتعديل نظام المحاماة ومنع القضاة وأعضاء النيابة من العمل في المحاماة إلا بشروط جديدة محددة، والترخيص المباشر لشركات المحاماة الأجنبية وغيرها من الأمور التي سترسخ للشفافية والنزاهة والأمانة في العمل القضائي والقانوني والحقوقي بالمحاكم والنيابة العامة والأمن العام ومجمل العمل القانوني ورفع كفاءة العمل والأداء وفق معايير ومستهدفات واضحة يعززها استخدام التقنية الحديثة. ما حدث في قطاعات الصناعة والطاقة والزراعة والسياحة والترفيه وغيرها يحدث اليوم في قطاع الرياضة، فبعد استضافة الفورمولا والسوبر الإيطالي والإسباني ونجوم الجولف ورالي دكار وغيرها من البطولات الرياضية العالمية، تبدأ خصخصة الأندية الرياضية وتحقيق بعض المستهدفات الأساسية للرياضة من خلال كرة القدم، بحيث يكون الدوري السعودي من أفضل 10 دوريات في العالم وزيادة دخل اتحاد القدم لما يقارب ملياري ريال. تحقيق ذلك تطلب تعديل واستحداث لوائح خاصة بالأندية أدت إلى تملك النادي من شخصيات اعتبارية هي صندوق الاستثمارات 75% ومؤسسة النادي غير الربحية 25% تحت مظلة شركة النادي وطبق هذا النموذج على أندية الأهلي، الاتحاد، الهلال، والنصر ذات التاريخ الحقيقي للرياضة السعودية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص. هذه النقلة القانونية في ملكية النادي ستنقله إلى واقع جديد أساسه الحوكمة والشفافية والاحتراف.

ما صرف على التعاقد مع اللاعبين والمدربين في كرة القدم من الملايين لا يمثل شيئاً كبيراً مقابل ما صرف من مليارات على اتحاد السيارات وبطولاته ولاتحاد الجولف الذي نجح في الاستثمار والسيطرة على رياضة الجولف عالمياً وكذلك الأمر اتحاد الألعاب الإلكترونية الذي أصبح أهم مستثمر عالمي في الألعاب الإلكترونية.


الفرق الحقيقي هو في الإعلام والشعبية والجماهيرية الخاصة بكرة القدم وأنديتها ولاعبيها أصحاب الشعبية كما هو حال كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما وغيرهم من النجوم المتعاقد معهم، حيث جذبت أنظار متابعي الأندية العريقة الذين يلعبون لها مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي وليفربول، ناهيك عن متابعي اللاعبين ومحبيهم في العالم العربي والإسلامي وعالمياً.

بطولة كأس الملك سلمان، حفظه الله، ستحقق لنا وخاصة في الواقع الجديد للأندية السعودية حضوراً غير مسبوق في العالم العربي يعادل ما تم خلال عقود من الزمن وسيتعرف علينا بخلاف الأشقاء في العالم العربي شعوب آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية. مجرد التفاوض مع ميسي وإمبابي وغيرهم حقق أثره الإيجابي تجاه الحديث عن السعودية العظمى ورياضتها بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص.

الأهداف الاستثمارية والإعلامية والثقافية والسياسية للقوة الناعمة من الرياضة وخاصة كرة القدم تذكرني بمقالي السابق بعنوان نيوكاسل ليس صفقة رياضية ولمن أراد أن يتوقع عن القادم في قطاع الرياضة عليه أن يستحضر حديث الأمير محمد بن سلمان حفظه الله عن الرياضة وهو ما رصدته في مقال سابق بعنوان الرياضة وحديث الأمير.